بسم الله الرحمن الرحيم
الأم
اهتم الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما والعناية بهما،وهوبذلك يسبق النظم المستحدثة في الغرب مثل: ( رعاية الشيخوخة، ورعاية الأمومة والمسنين ) حيث جاء بأوامر صريحة تلزم المؤمن ببروالديه وطاعتهما قال تعالى موصياعباده: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً[، وقرَن برّهما بالأمربعبادته في كثيرمن الآيات؛ وذلك قوله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ َتَعْبُدُواْ إِلاّ َإِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْن ِإِحْسَانا {، وقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا ْاللّه َوَلاَتُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً، وجاء ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد توحيده عزوجل لبيان قدرهما وعظم حقهما ووجوب برّهما، قال القرطبي رحمه الله في قوله تعالى: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانا}،أي: ( برهما وحفظهما وصيانتهما وامتثالا لأوامرهما).
فنجد ان الله اكرمها بان جعل الجنة تحت اقدامها فمن اراد أن يدخل الجنة فليلزم تحت قدمي امه فهناك سيجد جنة الدنيا والآخرة، ويكفى أن الانسان الذى تموت امه ينادى ملك فيقول اعمل يا ابن آدم فقد ماتت من كنت تكرم من اجلها، ويكفى ان دعوة الام تخترق السموات السبع فهنيئا لمن كانت امه تدعوا له وهى راضية عنه، ونجد أن أول من تدخل الجنة يوم القيامة هى ام مات زوجها وبقيت بعده تربى ايتامها....
وَاخْـضَـعْ لأُمِّــك َوأرضها فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ
كلمات أقل مايقال عنها أنها اقل ما تستحقه هذه الإنسانة الطاهرة منا نحن أبنائها المقصرين في أداء حقها وفضلها مهما عملنا وحرصنا.
الأم مدرسة إذا أعددتها.......أعددت جيلا طيب الأعراق
صدق القائل في قوله هذا، وحتى مهما قيل عنها فلن نوفيها حقها أبدا، فالأم ليست مدرسة فقط بل العالم بأجمعه، فهي وراء كل تقدم وراء كل بطولة، فالجنة تحت أقدام الأمهات وهذا يكفي لمعرفة قدرَ وشأن الأم، فالرسول الكريم محمد-صلى الله عليه وسلم- أوصى عليها، حيث جاءه رجل يسأله فقال: يارسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أمك, قال: ثم من؟ قال: أبوك. فقد كرر كلمة أمك ثلاث مرات للتأكيد على عظمتها.
ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم, فهي الحضن الدافئ, والقلب الحنون, هي الروح الطيبة والكلمة الأجمل هي كل شيء.من تعب وسهر الليالي لراحتنا؟ من ضحّى بنفسه من أجلنا؟ هي التي يعجز اللسان عن وصفها، نعم إنها الأم ، وكل هذا تفعله، ونحن ماذا فعلنا؟؟؟؟
فمهما حاولت ان اسطرما يجول فى خاطرى وما اشعر به من احاسيس تجاه امى فعجز القلم عن وصف شلال المشاعرالمتدفق ووقف ساكنا لايستطيع التعبير.
أمي كلمة تحمل كتلة لاحدود لها من معاني الحب والحنان والعطف، كلمة لاتعرف حدود الحرمان، لا نمل جميعا من تكرارها، بل تزداد كل يوم ارتقاء وسمو ورفعة وتظل سرا غامضا يكتنز دفء الحياة بأكملها. تظل الأم المرفأ الذي يشتاقه جميع من تستهويه نفسه للبحروالسفر، وتظل هي مجموعة من مشاعرالخوف والقلق والتوتر الدائم على كل من حولها تخفي أمورا كثيرة تقلقها، وتؤثرغيرها على كلما تحتاجه وتتمناه كي تجد سعادة اطفالها واسرتها واقع تعيشه لاتبحث عنه يظل الكلام ناقص مهما اكتمل عن هذه الأم وعن هذه الكلمة التي لا تفارق شفاه الجميع وحروف تلازمنا قد لانجيد لأجلها فن التعبيرلأنه ينتهي عندما نبدأ بوصفها لكننا نجيد لغة الانحناء لتقبيل "الأرض المعطاء" التي كانت مهدا لكل الأبناء.
فمهما وصفت فيها اوعبرت عن مشاعرى فلن اوفيها حقها فهى رحمة الله لى فى تلك الحياة فهى كالبستان الذى استظل باشجاره وآكل من ثماره، وهى نبع الماء المصفى الذى ارتوى منه حين يحيط بى جفاف المشاعرمن كل المحيطين بى، فهى نبع لا يجف و لا ينضب، وهى الشمس التى تنير دربى، فتوجهنى للصواب وتصحح مسارى فى دروب الحياة وهى كالبلسم لجروحى وقد تداونى وهى تتألم ولاتجد من يخفف عنها آلامها فعطائها لانهاية له منذ ان حملتنى بين ذراعيها حتى يومنا هذا وهى تعطى ولاتنتظر المقابل كمن يزرع أرض ويراعيها ولاينتظر حصادها فأسال الله أن يجزيها خيرالجزاء على ماقدمت ولاتزال تقدمه من أجل عائلتها.
ويبقى السؤال:
هل سنبقى نأخذ دون أن نعطي؟
وهل سننسى أونتناسى الى الابد؟
وهل ستبقى الأم تزرع دون ان تحصد؟؟
هل سألنا أنفسا مرة هذه الأسئلة؟
نعم، لابد أن يخطر ببالنا احدى تلك الخواطر ولم نجدلها الجواب المعقول، أوحتى لم نعط الأمر قدر اهتمامه .تلك الأم التي تلد وترعى وتربي وتشقى وتسهر، لماذا لا نتذكرمن حضننا في طفولتنا، وسهرعلينا في المرض، ونصحنا عندما كنا في مرحلة المراهقة، وساعدنا في شبابنا . . حتى وصلنا إلى برالأمان.
الأم هي العالم الصغيرالذي نعيش فيه، وهي النورالمضيئ لأيامنا، وهي كتاب ذكرياتنا القديم . . الام مربع صبانا ومهوى أفئدتنا .إن ابتسامتها هي الضوء الذي يغمرنا، فيبدد ظلمات اليأس من النفوس، لعلي أكتب هذا حنينا لديارها فما الانسان إلا شعلة من الشوق الى جذوره وأصوله، فما أصفى الحنين الى ذكريات الحبيبة الازلية .
نصيحتي لكم أيها الأبناء . . اصنعوا لكم حبا ازليا لأمهاتكم على قلبكم المتين لا تنال منها الأيام القاهرة على مرالزمن.
والحمد
لله
الذي
أعزنا بأمهاتنا, أسأل الله أن يدخلهن جنات النعيم جزاءً لهن بما صبرن وضحين, وأن يلبسهن ثوب الصحة والعافية
أمي: لن أسميكِ امرأة، لأنك كل شيء
(أعشق عمري لأني إذا مت ُأخجل من دمع أمي)
حينما أنحني لأقبل يديك
وأسكب دموع ضعفي فوق صدرك
واستجدي نظرات الرضا
من عينيكِ . .
حينها فقط . .
أشعر باكتمال أنوثتي
أحبك أمّي
بتصرف
الأستاذة: إيمان دياب