واحة الفكر
والثقافة
>>
دراسات قرآنية :
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع آيات قرآنية
الله جل جلاله (4)
الحيُّ ، القيوم
قال تعالى : ( الله لا إله إلا هو الحيُّ القيوم لا تأخُذُهُ سِنَةٌ ولا نوم ...) 2 البقرة آية 255
أما الحيُّ : فهو اتصافه عزَّ وجل بالحياة الأزلية الخالدة ، الَّتي لا بدية لها ولا نهاية ، فهي مطلقه مجرَّده عن معنى الزمان الملازم لحياة الخلائق ، ومنزهة عن الخصائص الَّتي ألفها الناس في حياتهم .
وأما القيوم : فيعني أن قيام كلّ شيء في الوجود مرهون بإرادته عزَّ وجل وتدبيره وقدرته ، فهو وحده القائم بتصريف أمور عباده ، يرعاهم ويحفظهم ويرزقنهم ، ويوجد لهم أسباب سعادتهم في الدنيا والآخرة ، وهو المُحكم قبضته على هذا الوجود بكليّاته وجزئياته ، قال تعالى : ( أنَّ الله يُمسكُ السموات والأرض أنَّ تزولا ولئن زالتا إن أمْسكَهماَ من أحدٍ من بعده إنه كان حليماً غفورا )35 فاطر آية 41 . وحين يحاول الإنسان تصوُّر هذه الحقيقة ، ويسبح خياله متفكراً فيما لا يحصى من الجزئيات المحيطة به ينتابه شعور الخشية والخشوع ، عندما يكتشف أدق ذرَّات هذا الكون مستمرة في حركة دءوب متناهية الدقة ، ويستحيل استمرارها من غير دوام المراقبة والسيطرة الإلهية عليها ، وهذا ينطق بأنَّ الله عزَّ وجل لا تعتريه غفلة ول يمكن أن تغلبه سِنة .
الأوَّل ، الآخر ، الباقي
قال تعالى : ( هو الأول والآخر ) 57 الحديد آية 3 . قال أيضاً :( ... كلًّّ شيء هالكٌ إلا وَجْهه ..) 28 القصص آية 88
وقال تعالى : ( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) 55 الرحمن آية 26 – 27
إن ودود الله تعالى لا بداية له ، فهو موجود منذ الأزل ، لا أول لوجوده كما أن وجوده غير مسبوق بعدم . ووجوده تعالى ذاتي غير بقي ، وما من موجود إلا ويستمر وجوده من الله عزَّ وجل ، ويتوقف وجوده على إرادته تعالى .
فالله سبحانه وتعالى موجود بدليل الشعور الفطري المستقر في نفس الإنسان الَّذي يلجأ إلى الله عزَّ وجل إذا أصابه ضر ويسأله المعونة مهما كان إيمانه وقوة يقينه ، قال تعالى : ( وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً ...) يوسف آية 12
ومن أبسط الأدلة العقلية على وجود الله تعالى : قانون السببية ، فلا بد لكل موجود من موجد ، ولا يمكن أن ينتقل شيء من العدم إلى الوجود إلا بإيجاد وخالقٍ ومسبب للأسباب ، قال تعالى : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ... ) 28 القصص آية 68 .
وكان من دعاء النبي صلَّى الله عليه وسلَّم : ( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء ) رواه مسلم .
والحمد لله رب العالمين
غازي صبحي آق بيق / أبو غانم |