واحة الفكر
والثقافة
>>
آيات قرآنية :
رعاية الإسلام للروابط الاجتماعية
مكانة المرأة في الإسلام 2 تابع
9- إقراره لحق المرأة في الميراث , قال الله تعالى : ((لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا )) [4 النساء/7] .
10-المساواة في الأهلية لإجراء العقود وسائر التصرفات المالية من بيع و شراء والتبرُّع والصدقة والدَّن والوقف والوكالة و الكفالة ......إلخ .
11-المساواة في حق التملك , وأن يكون لها ملكية منفصلة عن ملكية الرجل , سواء كان أباً أو أخاً أو أبناً أو زوجاً أو غيرهم , وأن يكون له حرية التصرف في هذه الملكية بمعزل عن سيطرة الرجل وخصوصاً الزوج .
12-المساواة في الحقوق الاجتماعية والسياسية , طالما أن في وجود المرأة المناسبة تأدية الخدمات السليمة لمجتمعها .
بعد أن أعلن الإسلام موقفه الصريح عن إنسانية المرأة وأهليتها و كرامتها , نظر إلى طبيعتها , وما تصلح له من أعمال الحياة فأبعدها عن كل ما يناقض تلك الطبيعة , أو يحول دون أداء رسالتها كاملة , وخاصة دورها في الأمومة , ولهذا خصها ببعض الأحكام دون الرجل زيادة أو نقصاناً , كما أسقط عنها بعض الواجبات الدِّينية في ظروف معينة للفرض نفسه , وليس في هذا ما ينافي مبدأ مساواتها بالرجل في الإنسانية والأهلية و الكرامة الاجتماعية , والحقوق و الواجبات العامَّة , بل هو توفيق بين إمكاناتها وكفاءاتها من جهة وظروفها من جهة أخرى .
الآية الكريمة تقرر أن من يعمل صالحاً من كلا الجنسين , بشرط الإيمان , فله الحياة الطيبة والجزاء الأوفى عند الله تعالى , فالله عزَّ وجلَّ جعل الإيمان شرط ً في كون العمل الصالح موجباً للثواب , لأنه لا بدَّ له من قاعدة أصلية يرتكز عليها وهي الإيمان بحضرة الله , وعلى غير هذه القاعدة لا يقوم بناء .
والعقيدة هي المركز الذي تُشَدُّ إليه الخطوط جميعها وهي الباعث على هذا العمل حتى تتحقق الغاية المرجَّوة منه .
والعمل الصالح هو ماكان لوجه الله تعالى وطلب رضاه , ليس فيه هوى ولا رياء وجزاؤه حياة طيبة على هذه الأرض , وفي الحياة أشياء كثيرة تطيب بها : منها الاتصال بالله تعالى و الثقة به , والاطمئنان لرعايته و ستره ورضاه , ومنها الصحة و الهدوء والرضا و البركة , والرزق الحلال والكسب المشروع , وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول ( للهم قنعني بما رزقتني وبارك لي فيه , واخلف علي كل غائبة لي بخير ) أخرجه ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم البيهقي .
وهكذا نجد أنَّ لكلِّ عمل صالح جزاء في الدنيا والآخرة , وأن الجزاء الطَّيَّب في الدنيا لا ينقص من الأجر الحسن في الآخرة بشرط أن نحتسب ما نعمل لوجه الله تعالى , وأن نؤمن أن ما نقوم هو لمصلحة الجماعة وبدافع من حبِّ الآخرين فلا فائدة من مؤمن منغلق على نفسه , منعزل عن أمته , لا يشاركها همومها وأفراحها , ولا يمد لها يد العون متكاتفاً مع إخوانه لأن ( الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ) رواه مسلم و أو داوود و الترمذي من حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم .
والحمد لله رب العالمين
غازي صبحي آق بيق/ أبو غانم |