كتابٍ من صنعة متخصصٍ في علوم العربية عاش حياته لأجلها تأليفاً وتدريساً، ويدرك القارئ لهذا الكتاب تمكن المؤلف رحمه الله في هذا المجال وقدرته التي أعطت الكتاب ذوقاً فنياً عند صياغته له بمنهج مبسط واضح جامع. ::: المزيد
أخي في الله ! معظم الرسائل التي تردني بمناسبة هذه الحرب تكون إما صورا أو تنديدا أو مشاركة بتصويت ما أو ما شابه , و ننسى أنفسنا , و ننسى أن علينا أن نبادر بتغيير ما بأنفسنا ليغير الله حالنا فنستحق نصره و عزته .
وأخوك وجد أن من أهم ما بأنفسنا من مشكلات هو عدم إتباعنا للقدوة الصالحة وغيابنا عن محيط القدوة التي يجب نلتف حولها بعد أن نميزها بشكل صحيح فتقودنا إلى النصر بإذن الله , فلعل من أكثر ما ساعد أهلنا في غزة في صمودهم توفر القادة الربانيين المخلصين الذين لم يكن هدفهم الدنيا أو السلطة أو المال أو النساء و نصر الشعب و حبه وسيره وراء هذه القدوات
أسباب المشكلة
أولا : تغييب القدوة الحقيقي والعمل على إخفائه و استبداله بقدوات دنيوية و جعلها رموز للشباب العربي المسلم وذلك كله بتخطيط و دراسة حسب اعتقادي المتواضع فقد أنشأت في بلاد المسمين مؤسسات كثيرة , بذل لها المال و الجهد الكثير , لتقديم آلاف النسخ من القدوة الغبية الفاشلة التي تنحو بالمسمين عن دينهم و قضتهم وتقودهم فقط إلى الهاوية
ثانيا : أننا – و هنا المصيبة - نسير وراء هؤلاء الأشخاص بشكل أعمى بسبب غياب الوعي لدى الشباب
أمثلة :
من المؤسسات السابق ذكرها :
روتانا بقنواتها و إذاعاتها المفسدة , ومقاهيها بؤرة الفساد وتجمع أهل الهوى و الدنيا , أضف إلى ذلك قنوات الأفلام والدردشة التافهة والمسابقات الغبية والكم الهائل من الإذاعات الغنائية , ناهيك عن العدد الذي لا يحصى من المواقع و المنتديات على شبكة الانترنت التي تعنى بأخبار صغار القوم و جهالهم و تشغلنا بهم .
حالنا بعد كل ذلك :
* بينما يحضر حفل المطرب الكبير فنان الشعب الألوف المؤلفة , يناشد أئمة المساجد أهل الحي مناشدة لإرسال أطفالهم إلى المسجد لطلب العلم وتعلم دينهم ولا يجدون من يجيبهم * وبينما تغص ملاعبنا بالمشجعين , يملأ الصدى بهو المكتبات و قاعات المطالعة وبينما تفوقنا بأكاديميات الغناء والرقص والشعر ( العامي , يا ريت الفصيح ) , تفتقر جامعاتنا إلى أدنى المستويات الحديثة في التعليم فضلا عن البحث العلمي * و بينما يتسمر المسلمون فردا فردا من المحيط إلى الخليج ليتفرجوا بلهفة على مهند رمز الشباب العربي ,ونور قدوة الفتاة المسلمة أو في أحسن الحالات على العقيد أبو شهاب وهو يفتل شاربه العريض , تداس مراجلنا بالنعال في مناطق الحروب في العالم الإسلامي وما أكثرها ( ملاحظة لا تشتعل الحروب إلى في نطاق الدول الإسلامية . إشارة استفهام ) * و بينما يتلهف المسلمون لمعرفة النتيجة النهائية للتصويت ! هل ستربح هذه العاهرة أم تلك , فإن أحدا لا يبالي بالجهابذة العلماء( في علم الدين أو الدنيا ) أوالفطاحل البلغاء و هم يلقون من أفواههم الدر في درس أو مقابلة في المحطة التي تبعد زرا واحدا عن سابقتها
أجبني !
أحبائي , أهلي , إخواني , أصدقائي أحبكم في الله :
نحن أبناء الشافعي والإمام مالك و ابن سينا والرازي
و أجدادنا طارق بن زياد ومحمد الفاتح وصلاح الدين و عمر المختار
لماذا تركنا رايتهم و تحولنا عن طريقهم ؟ لماذا تبعنا من نكره أن نذكرهم من مثل : عادل إمام و دريد لحام و صباح فخري و عبد الحليم و كوكب الشرق و كاظم الساهر و نانسي عجرم و من سار سيرهم من أسوأ ما أفرزت مجتمعاتنا
وهل هؤلاء يستحقون فعلا تقديرنا و حبنا و مالنا ووقتنا و هم رؤوس الشهوة و العري و المال و مفاسد الأخلاق
مالنا اثَّاقلنا إلى الأرض ؟ و رضينا بالحياة الدنيا حتى صح فينا قول القائل :
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى و لا ما ترقع
حول من يجب أن نلتف ؟ حول الراقصات والمغنين ؟ و عدونا يعد لحربه منذ بدء الحصار بينما نتمايل يمنة و يسرة على أنغام الطرب العربي الأصيل
ماذا يفعل القدوة السيئ في الناس
و الله الذي لا إله غير لقد أضلونا السبيل , و لسوف يقول لنا أحدهم يوم القيامة
" وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ".
ما المطلوب
-- اعرف قدوتك و قائدك و ميزه من الخبيث الفاسد
-- افتح عيناك و قرر ......... لا يوجد حل وسط إما لهؤلاء و إما لهؤلاء
-- تبرأ من المفسدين وانشر هذا الوعي بين الناس و اجعل قلبك معلق بعد الله و رسوله :
برجال الأمة من
علماء كـالـ د. طارق سويدان و د. عمر عبد الكافي و د. محمد سعيد رمضان البوطي و غيرهم الكثير من العلماء الربانيين ,
وقادة كأمثال خالد مشعل و اسماعييل هنية
وشهداء مثل أحمد ياسين و عمر المختار و عز الدين القسام
ومجاهدين مثل قناص بغداد
و شجعان أحرار مثل منتظر الزيدي ( وهنا استشهد بشجاعته فحسب )
و المقام مقام ذكر لا حصر
أليس في الأمة من يحتذى ؟ لا و الله يوجد الكثيرون
ماذا لو بقينا على حالنا ؟
أخشى أن يبرد دمنا الذي يغلي , وأن يمتص غضبنا , فنعود لننام أعمق مما كنا عليه , بعد أن تهدهد لنا فلانة الفلانية في ألبومها الجديد الذي كسح الأسواق و حقق مبيعات عالية بأغنية رومنسية و جسد عار يسيل له لعاب الأمة و تنسى له جراحها .
فيعود الطفل ليقتل في عتمة الليل بينما نحن بانتظار العرض الأول للفيلم الأمريكي الجديد و تأخذ الحياة مجراها من جديد فينتهك عرض أخواتنا هنا وهناك بينما نصفق نحن لفوفو وسوسو .
و تذهب الأسرة لتضحك و تروح عن نفسها في المسرحية الكوميدية الجديدة بينما يقع البيت على سقف الأسرة الأخرى في الطرف الآخر من قصتنا .
افهم الفكرة و انشرها بطريقتك لمن تثق بأنه قد يفهمها و السلام
القرآن في أيدي المسلمين كالسلاح في أيدي الجاهلين ، سلاح معطل لا يستعملونه للدفاع ولا للهجوم ، ولا للهدم ولا للبناء ، ولا للأخذ ولا للعطاء ، وهو صالح لذلك كله وأكثر لو كانوا يعلمون !