تقديم فضيلة العلامة الشيخ عبد الرزاق الحلبي حفظه الله
رئيس جمعية معهد الفتح الإسلامي بدمشق
مدير الجامع الأموي
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة
والسَّلام على سيّدنا محمد المبعوث رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه
كلّهم أجمعين.
وبعد: فإنَّ حاشية العلاّمة محمد أمين
عابدين نالت من الشُّهرة والثِّقة عند العلماء والفقهاء والمحقِّقين ما
لم ينله كتابٌ جاء بعدها، فلا يستغني عنها عالمٌ، أو مُفْتٍ، أو فقيهٌ؛
لأنها جمعت من المسـائل ما لم يجمعه غيرها، فإنّ فيهـا ما قاله الأوائل
من العلماء الحنفية، وما قاله المتأخّرون مع ذكر ما اسـتقرَّ عليه
الأمر في الفتوى.
وقد وفّق الله تعالى الدكتور الشيخ حسام
الدين فرفور لتحقيق النُّسخة المعتمدة، وبذل جُهْدَه
في إخراجها محقَّقةً ومُوثَّقةً؛ بالرجوع إلى المصادر التي نقلت منها،
فيا له من عملٍ شاقٍّ وجهدٍ كبير.
وقد اطَّلعت على منهج التحقيق فرأيته
منهجاً سليماً من العيوب، بَذَلَ فيه الباحثون من شباب العلماء وطلاّب
العلم غايةَ الجُهْد؛ بتوثيقٍ من الأقوال والفتاوى، وقاموا بعملٍ جليلٍ
أخذ منهم وقتاً طويلاً، على أنّهم لا يدَّعون لأنفسهم العِصْمةَ
والكمال، ولكنَّ الواقع يشهد لهم بذلك فجزاهم الله تعالى خيراً.
هذا وإنَّ مما هو جديرٌ بالذِّكر
والقَوْل بأنّ كتابَ الحاشية للعلاّمة ابن عابدين أصبح بعد هذا التحقيق
والتوثيق والرجوع إلى النُّسخة الخطيَّة الأصليَّة من أَهَمِّ الكتب
للسَّادة الحنفية.
وقد اعتنى فيه بذكر الكتب المؤلَّفة، وذكر مؤلِّفيها وتراجمهم أخذاً من
المراجع والمصادر التي تزيد على ستمئة وخمسين مصدراً.
وقد قام الدكتور الشيخ حسام الدين
الفرفور بتحقيق المجلَّد الأوّل والثّاني، والمجلَّدات الخَمْس الأُخرى
قام بتحقيقها جَمْعٌ مُبارَكٌ من شباب وخرِّيجي معهد الفتح الإسلاميّ،
وجامعة الأزهر الشَّـريف، وجامعة دمشـق بإشـراف الدكتور الشـيخ حسـام
الدين الفرفور، والله تعالى وليُّ التوفيق.
كتبه
عبـد الـرزاق الحـلبيّ
18جمادى الآخرة ـ عام 1420هـ
|