وجهة نظر
>>
خواطرأنثوية :
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إليكما
يا من لا أعرفكما.. ولا أريد أن أعرف ..
بعد أن شكوت لرب الليل صرختي عند الولادة
ولم تنتهي لليوم ...عندما
عندما علمت أنكم .. تخليتم عني لحاوية الزبالة
صدقوني...
لم تؤلمني قضمة الفأر لشحمة أذني ..
ولا عضة الكلب لساقي التي بترت وأنا في المهد ..
أو اللحد .. فهما سيان عندي
لكن الذي آلمني..
أني ..لبست ثوب العار بدلاً عنكما ..
الذي حطمني أني ابن عار وخطيئة ..
تشجعتم في ارتكابها ..
وجبنتم عن آخر فصل فيها ..ورميتموني
رميتموني كما ترمون ملابس تمزقت عن جسدكم فلم تعد تليق بكم ..
لأنها وسخة ومنتنة ..لا.. بل أنتم يا أبي وأمي..
لا تليقون بي .. عفواً.. بل يا قاتليي..
لأنكم لم تعرفوا للأبوة والأمومة معنى ..
لأنكم مجرمون .. و مستكلبون على شهواتكم
أكثر من الكلب الذي أفقدني ساقي..
وأنتم ..آه ..أنتم ..
أولئك الحيوانات قد شوهوا شكلي
وأنتم شوهتم روحي ..وحياتي
وكل شيء كان من الممكن أن يكون جميلاً فيي ..
أنا اللقيط ..ابنكم يا من لا أعرفكم
أنا ابن المجتمع الذي يتبرأ مني دون ذنب.
كتبت هذه الخاطرة بعد زيارتي لمركز لقطاء ورؤيتي للبراءة المشوهة
لمست بعيني تشوهاتها الجسدية وخاصة تلك التي فعلاً تم التقاطها من حاوية الزبالة ... وقد تعرضت لهجوم من بعض الحيوانات فمنهم من فقد أذنيه ومنهم من فقد أحد أطرافه ومنهم من فقد حياته ...
لم أصدق أننا في بلدنا المسلم تصل بنا القسوة والظلم لإخراج أشكال مشوهة بأفعالنا وقاتلة لنا مع كل نظرة إليها ... أطفال تفرض السعادة نفسها في وجوههم فالواحد منهم لا يعي حتى الآن حقيقة نسبه...
أما من بدأت تتسرب إلى عقله كلمة (لقيط) فقد أحس بآماله تتكسر على أعتاب الرفض الذي سيتعرض له من مجتمع كان سبباً في إنجابه ثم تراه يشيح بوجهه عنه لذنب لم يكن له يد فيه ...
ترى ما واجبنا تجاه هؤلاء الناس في طفولتهم وبعد أن يكبروا هل يأخذوا جزءاً من تفكيرنا وإنصافنا ومحبتنا وتربيتنا والتواصي بهم خيراً كما أمرنا رسول البشر صلى الله عليه وسلم ..
لأول مرة في حياتي أحس بنعمة اسمها نعمة (وجود عائلة أنتسب إليها )
وجود أسرة ولو لم تعجبني بعض تصرفاتها ..
بعد زيارتي لمركز اللقطاء استغفرت الله تعالى وتبت إليه من أي إحساس بالسخط كان ينتابني .. أحمد الله ليل نهار على نعمة أهلي وخاصة أمي وأبي
رزان دلعو
|