واحة الفكر
والثقافة
>>
مقالات فكرية :
الهدف
ينقسم الناس في هذا العالم من ناحية الهدف الى قسمين : نوع قد وضع هدفا لحياته و الآخر ليس له هدف فهو يعيش حياته الروتينية دون تفكير..
وأما الذي له هدف فينقسم أيضا الى قسمين : من له هدف دنيوي فقط ومن له هدف أخروي.
ومن له هدف أخروي أكثر شمولا من الذي له هدف دنيوي لان الآخرة تشمل الوجهين.
شبه أحد علماء الصين الانسان بسفينة عظيمة تسير في البحر. ولا بد لكل سفينة من مقود لتصل الى الجهة التي تسعى اليها, فالمقود هو الذي يحدد جهة الهدف. دونه لايمكن للسفينة أن تصل الى مبتغاها. وسوف تتلاطمها الامواج, فاما ان تصل الى جهة اخرى لا يمكن التنبؤ بخطرها أو ان تغرق في البحر.
لذلك لا بد للانسان ليكون ناجحا في هذه الحياة أن يكون له هدف يحدده و يخطط له.
لكل انسان شئ يطمح اليه فان ظل هذا ضمن الاحلام و الاماني فلن يصل الى شئ, و ان اخذ خطوة الى الامام قام ببرمجة حياته و السعي العملي لتحقيق هذا الهدف.
وهناك الكثير ممن يعرفون أهدافهم ولكنهم مترددين في اتخاذ أول خطوة لسبب ما. و هذا التردد قد يظل سنينا و كلما طال قلت فرصة تحقيقه .
فالخطوة الاولى هي : تحديد الهدف
ماذا تريد من هذه الحياة ؟ المال ؟المنصب؟ 00000اذا يكون هدفك محدود و محصور في هذه الاشياء .
و أما ان كان هدفك الاخرة فهو : ان تسعى للعمل لمرضاة الله وان تكسب المال لمساعدة عباد الله
و ان تبحث عن الاعمال التي تفيد المجتمع و ترضي الله.فهذه هي النظرة الشمولية , وكلما كنت فاعلا في المجتمع مع اخلاص النية لله , كنت أقرب الى مرضاة الله.
الخطوة الثانيةهي: تركيز الهدف
كلما كان الهدف مركزا أكثراستطعت تحقيقه بسرعة و بقوة أكبر.
يقول أحد علماء عالم الحيوان أن الدجاجة مع وداعتها اذا هاجمت قطة صيصانها فانها تستعد بكل قوتها لمواجهة القطة وترى القطة مع أنها أقوى منها تهرب لانها تشعر بغريزتها ان هذه الدجاجة مستعدة للموت للدفاع عن أطفالها. فهدف القطة طعام تأكله فان لم تجده هنا تجده هناك, اما الدجاجة فالهدف عندها مسألة حياة أو موت..وهي حماية صيصانها.
هنا نجحت الدجاجة في تحقيق هدفها وهو حماية صيصانها.
حصل في عالم الرياضة أن احد رافعي الاثقال طلب منه ان يحمل وزنا مقداره 125 كغ وهو يستطيع ان يحمل 120كغ فقط فلم يستطع , و عندما طلب منه حمل 115 كغ استطاع ذلك بكل بساطة.
ولكن الشئ الغريب أنهم اكتشفوا أنه حصل خطأ فالثقل الذي ظنوه أنه 125 كان 115 و العكس صحيح؟
هذا يعني أن الانسان هو الذي يحد نفسه ,فالانسان لديه طاقات هائلة لم يستخدمها و المشكلة أنه لا يريد حتى المحاولة في استخدامها.
فلا تحد نفسك باطار ضيق فلكل انسان طاقة ابداعية في ناحية ما فالذين اكتشفوا هذه الطاقة لديهم استطاعوا ان يحققوا طموحاتهم .
فما الفرق بين نيوتن, بيكاسو, ابن سينا , الفارابي..........الخ و بين أي انسان عادي ؟
هم عرفوا أهدافهم, عملوا على تحقيقها و نجحوا فيها. اما الآخر فلم يعرف هدفه و امكانياته بعد؟
و هناك اناس عاشوا وماتوا دون ان يعرفوا هدفهم.
كيف نقوم بتركيز الهدف؟
تركيز الهدف في حياتنا أن نستغل كل ثانية في العمل على تحقيقه بعد وضع الخطوات المناسبة و ضمن الامكانيات المتاحة , فلكل انسان بيئته ومسؤولياته فبقدر ما ينظم هذه الامور و يضع الاولويات في حياته بقدر سرعة نجاحه في تحقيق هدفه.
الخطوة الثالثة: يمكن اعتبارها الخطوة الروحية:
و هي أن أي عمل لا بد أن يواجه عقبات في طريقه فليس هناك عمل دون جهد أو عثرات بغض النظر على ماهيته. فان عدم الياس والاستسلام في متابعة العمل هو الشئ الاساسي لنجاحه.
فلم اقرا عن عالم قط نجح في تجربته من أول مرة , فالعالم طوماس أديسون مثلا حاول أكثر من 900 تجربة قبل أن يكتشف المصباح الكهربائي, لم يياس, و عندما سئل :
"ألم تيأس من كثرة تجاربك الفاشلة؟"
قال: بل كنتأتعلم من كل تجربة أنها ليست الطريق الموصلة للنجاح فأبحث عن طريق آخر.
و قال :لايوجد في الحياة فشل بل يوجد خبرة جديدة.
وهناك الكثير الكثير من علماء غيره ممن لديهم الاصرار و النجاح.
ولكن لدينا نحن المؤمنين طاقات تفوق الغرب و هي الايمان بالله و الاعتماد و التوكل عليه , فهي طاقة يمد الله بها المؤمن , و كلما زاد الايمان و العبادة (وزيادة العباده ليست بالوقت فقط ولكن بمدى التركيز فيها, ) زادت هذه الطاقة الروحيه التي تجعل من العمل أخف على النفس لشعوره بأن الله معه , و كل اخفاقة ( ولا أقول فشلا) لا تذهب سدى بل له الاجر عليها من الله والاستفادة العملية في الدنيا لتزيد هذا الانسان قوة و تصميما على تحقيق الهدف.
و الملاحظ أن الانسان كلما زاد ايمانه زاد ت قوة تحمله لمختلف الازمات في الحياة, كما زادت قدرته على مواجهة الصعوبات في حياته.
فاذا قمت بالعمل فهناك ثلاثة نتائج:
1- اما ان تخفق فيه. ................ وهذا يزيدك قوة ويضيف الى خبراتك خبرة جديدة.
2- أو تنجح فيه ......................و هذا هو الغاية من العمل.
3- او تموت قبل تحقيقه.............و لك الاجر على ما قمت به .
فمن كل الوجوه أنت الرابح , فلما التسويف اذا ؟؟
سناء موسى باشا |