واحة الفكر والثقافة
>>
مقالات
دعوية :
كيف نستعد للقاء شهر رمضان المبارك
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم .
أولا : قراءات عن الشهر الكريم :
1- الصِّيام عبادة من شأنها تهذيب الرّوح , وتقوية الإرادة , وتهذيب النَّفس على الطّاعات ومخالفة الأهواء,كما أنها تطبيب للأجسام .
وبما أن شرائع الله تعالى جميعاً قوامها الخير و الإصلاح في كل أمور الحياة , فقد كان الصّيام ركناً أساسياً في كلٍّ منها .
2- الصِّيام يولِّد شعوراً بالرَّقابة الذَّاتية لدى المؤمن ,وبالتَّالي إحساساً بمراقبة الله عزَّ وجلّ له , مما يقوي الخشية والتقوى في نفسه .
3- ليس الغرض من الصِّيام حرمان المؤمن من الملذَّات المباحة , بل هو اختبار لإرادته وفرصة لإعطاء جسمه شيئاً من الراحة و التنظيف الدَّاخلي , وقد ثبت طبياً أن الصيام يزيل الموَّاد المترسبة في الجسم , ويخفف الرطوبات الضَّارة , ويطهِّر الأمعاء من السُّموم التي تحدثها , ويزيل الشُّحوم ذات الخطورة الشَّديدة على القلب ؛ لذلك قيل أن الصَّوم بأنه جرَّاح ذهني , يشفي من العلل دون استعمال مشرط أو إراقة دم .
4- الصِّيام يعود النَّفس على الصَّبر و الاحتمال , وبقدر ما نقوي الإرادة يضعف سلطان العادة ويقوى سلطان العبادة .
5- الصِّيام يحقق نوعاً من التَّراحم بين الأغنياء و الفقراء , و يفجِّر ينايبع الرحمة و العطف في قلوب الأغنياء , بعد أن يذوقوا معانات من ضاقت بهم السبل , مما يؤدي إلى حفز استعداداتهم لمواساتهم ؛فتتآلف القلوب و تتلاشى الأحقاد ويتآزر الجميع للنُّهوض بالمجتمع وتوفير الطمأنينة في أرجاءه
6- الصيام ليس مجرد إمساك عن المفطرات , وإنما هو هجر لجميع المعاصي و السِّيئات فلا يحل للصَّائم أن يتكلم إلا حسناً , ولا يفعل إلا جميلاً . قال صلى الله عليه وسلم ( الصيام جنَّه , فإذا كان يوم صيام أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل , فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل : إني صائم , إني صائم ) أخرجه مسلم والنسائي و أحمد وبهذا يكون الصِّيام درساً عملياً في تعويد النَّفس على الفضائل ,وحملها على الاتصاف بما هو حسن في جميع الحالات , وإلا فإنه سيتحول إلى عمل شاق لا يحتوي على أي مضمون . قال صلى الله عليه وسلم ( كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع و العطش ) أخرجه النسائي و ابن ماجه
7- بدء فريضة الصِّيام مرهونة بإثبات ظهور هلال شهر رمضان وتنتهي بإثبات ظهور هلال شوال ؛ وهذا الإثبات يتم بالرؤية البصرية وعن طريق الحسابات الفلكية التي يقوم بها ( قومٌ يعلمون ) ؛ بدليل قوله تعالى ( هو الذّي جعل الشَّمس ضياء والقمر نوراً وقدره منازل لتعلموا عدد السِّنين و الحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصِّل الآيات لقوم يعلمون ) يونس 5
وقوله أيضاً ( والشّمس و القمر بحسبان ) الرحمن 5
8- عيد الفطر هو عيد الصائمين , الذين دخلوا امتحان رمضان ونجحوا فيه , فحق لهم أن يفرحوا ويشكروا الله تعالى على ما وفقهم إليه من الهداية و الإيمان و أن يكبروه تكبيرا ً .
ثانياً : كيف نحاذر وأد شهر رمضان المبارك ؟!
إذا أردنا أن نسلم لشهر رمضان , ويسلم رمضان لنا علينا أن نتجنب مايلي من المحاذير بقوة و حزم :
1- الإكثار من تموين الأطعمة و المشاريب المميزة في الشهر الكريم .
2- دراسة أوقات المسلسلات و تبويبها لكي لا يفوتنا شيء منها.
3- الإكثار من النوم في النهار لنتفرَّغ لحياة البهيمية في الليل .
4- الإكثار في مائدة الإفطار من أنواع الطعام والمشاريب والمياه الغازية وأنواع العصير مثل التمر هندي و العرقسوس .
5- الإكثار من الغيبة و النميمة في سهرات مختلطة ننهش لحوم بعضنا البعض ونحن نأكل الموالح و اللوز و الجوز و الفستق والكاجو و الزبيب و القمر الدين و النقوع .
6- أداء الصلوات بحركات سريعة دون خشوع ولا تفكر ولا تدبر .
7- الإفراط في التدخين و الأراكيل لنعوّض ما امتنعنا عنه في النهار
8- الإكثار من الذهاب إلى المطاعم و خاصة التي تقدم الموائد المفتوحة .
9- إلغاء حس الجوع , لكي لا نشعر بجوع الفقراء و المحتاجين .
10- إلغاء بند الزكاة و الصدقات , لكثرة الإنفاق على الملذات و الشهوات .
والحمد لله رب العالمين
أبو غانم / غازي صبحي آق بيق |