آخر تحديث: 2024-03-14

     واحة الفكر والثقافة

نحن بحاجة اليك
انعقدت خناصر أهل العلم على كبير فضله، وكريم خصاله، ودماثة أخلاقه، وجمّ تواضعه، وحميد جُرْأته
::: المزيد

................................................................

دراسات قرآنية
إعمار بيوت الله
إصلاح ذات البَين
مكانة المرأة في الإسلام 3
مكانة المرأة في الإسلام 2
::: المزيد

................................................................

دراسات من الواقع
عُرف الصيام قديماً منذ آلاف السنين عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير
::: المزيد

................................................................

مقالات فكرية
خطة رمضان ( أنا والقرآن )
كيف يصوم اللسان؟
اللغة العربية والإعلام 2
تلاوة الأطفال للقرآن وسماعه تأديب وتربية وتعليم:
::: المزيد

................................................................

مقالات دعوية
من شمائل وأوصاف النبي المختار صلى الله عليه وسلم
بر الوالدين (حقوق الأولاد )
بر الوالدين 2( ولاتنهرهما )
بر الوالدين 1
::: المزيد
 

     وجهـة نظــر

خواطر شبابية
هل أنت تعامل الناس بأخلاقك ام بأخلاقهم ؟
من هو شهر رمضان ؟
أمـــــــــــــي
غزة والصحافة العربية
::: المزيد

................................................................

خواطر أنثوية
الأم
أفضل النساء
المعلِّم
همسة مؤمنة
::: المزيد

................................................................

مشكلات اجتماعية
قطيعة الرحم
في بيتنا أسير للكلمة التافهة !
15 حلا في 10 دقائق
كيف يقترب الأبوان من قلوب أبنائهم وبناتهم؟
::: المزيد

     سـؤال و جـواب

فتاوى
ظهور أحد في عمل فني يمثل شخصية سيدنا محمد
القتل
شروط الذكر
تسويق
::: المزيد

................................................................

مشكلات وحلول
احب احد من اقاربي
أرجو الرد للضرورة القصوى
ارجوكم ساعدوني انا افكر في الانتحار
أغاني تامر
::: المزيد

................................................................

تفسير الأحلام
حلم طويل
حلم غريب
حلم عن الحصان والفيل
انا تعبان
::: المزيد

................................................................

الزاوية القانونية
إبطال زواج
عقد الفرز والقسمه
الوكالة
الشهادة
::: المزيد
 

       أحسـن القـول

برنامج نور على نور الاذاعي
إعداد وتقديم :
الأستاذ الشيخ أحمد سامر القباني
والأستاذ الشيخ محمد خير الطرشان
الإرهـــاب
فريضة طلب العلم
خلق الحلم 2
خلق الحلم 1
::: المزيد

................................................................

محاضرات و نشاطات
سمك يطير
سمية في تركيا
ندوة الشباب ومشكلاتهم 2
ندوة الشباب ومشكلاتهم 1
::: المزيد
 

       اخترنــا لكـم

هل تعلم؟
هل تعلم
فوائد الليمون
فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي3
فنون الذوقيات والإتيكيت الإسلامي2
::: المزيد

................................................................

قصة وعبرة
أبتي لن أعصيك... فهل لك أن ترجع لي يدي؟
أثر المعلم
المهم " كيف ننظر للابتلاء عندما يأتي ؟
كيس من البطاطا ..
::: المزيد
 

   ::    المزيد من الأخبار


الموجز في قواعد اللغة العربية

كتابٍ من صنعة متخصصٍ في علوم العربية عاش حياته لأجلها تأليفاً وتدريساً، ويدرك القارئ لهذا الكتاب تمكن المؤلف رحمه الله في هذا المجال وقدرته التي أعطت الكتاب ذوقاً فنياً عند صياغته له بمنهج مبسط واضح جامع.
::: المزيد

 

 

حسب اسم الكتاب

حسب اسم الكاتب

حسب الموضوع

dot الموجز في قواعد اللغة العربية
dot غزوة الأحزاب بين الأمس واليوم
dot الإعجاز التشريعي والعلمي في آيات الطعام والشراب في سورتي المائدة والأنعام
dot أمريكا حلم الشباب الواهم

dot حاشية ابن عابدين
dot الموجز في قواعد اللغة العربية
dot معجم أخطاء الكتّاب
dot الميسر في أصول الفقه





 

 

 

 

 

 

 

 

 


واحة الفكر والثقافة >> نحن بحاجة إليك :

 

رجلٌ أعطى أملاً في بدء الحياة من جديد .. في قلوب قتلتها الوحدة ... والتهمها الفراغ وضاعت في الأهواء ... عندما رسم لنا معالم وخطوات الطريق إلى الله ...
داعيةٌ وصل إلى قلوب الخلق .. بصلته مع المولى الحق .. فقد قيل : (( من أراد أن يجلس مع الله فليجلس مع أهل التصوف )) .
إنه الداعية الروحاني الشيخ الحبيب الجفري حفظه الله .
أجرى الحوار : علا زيدان ، رزان دلعو .



ـ كيف نشأت فكرة قدومكم إلى سوريا؟

ـ الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد و على آله و أصحابه ، و بعد...
في الحقيقة ، كان أول مجيء لي وتشرف بزيارة سوريا ( أرض الشام ) في عام 1413هـ،1992ـ1993 ، مع شيخنا الحبيب عمر بن حفيظ و بعض إخواننا من طلبة العلم لزيارة الصالحين الموجودين في البلد .
ثم يسر الله بزيارة أخرى قبل خمس سنوات من الآن إلى هذا البلد المبارك أيضاً بنية التعلم و الاستفادة من أشياخ هذا البلد . ولكن همة المشايخ والعلماء في هذا البلد و حسن ظنهم و البركة التي أودعها الله في البلد اقتضت أن يكون هناك مشاركة في بعض المذاكرات و المحاضرات و المناسبات.
فقوة المحبة والتعلق الموجود في أهل الشام و حسن الظن جعلت الأمر يتكرر ، والظرف الحسن الذي يعيش أهل الشام من تشجيع أصحاب القرار في البلد للخطاب الإسلامي الحقيقي الذي من مواصفاته : أن يكون معتدلاً على مسلك حسن ، تربوي على أساس التذكير.
ثم جاءت فكرة تسجيل الحلقات في رمضان السنة الماضية مع قناة اقرأ. جاء الاقتراح من قبل بعض المشايخ أن يكون في الشام هذا التسجيل ، فكان في عدد من المساجد العريقة في الشام.
في هذه السنة تقرر أن يكون هناك تسجيل لحلقات عنوانها : أيها المريد ، و المقصود منها مخاطبة من أراد السير إلى الله عز وجل ، لإيضاح شيء من العالم القريب إلى الله ، و ما يحتاجه السائل إلى الله . فكانت الفكرة أن يكون في الجامع الأموي الكبير على اعتبار أنه ساحة للتعلم في البلد و مركز التعليم الأصيل العريق الذي درج على التعليم فيه ساداتنا الصحابة رضي الله عنهم والتابعين و أكابر أئمة الإسلام كالغزالي و العز بن عبد السلام و غيرهم .
فكان التسجيل بفضل الله عزوجل ، و لا نزال في هذه الأيام في غضون تسجيل و تجهيز لهذه الحلقات .
شعرت بالروحانية العظيمة الموجودة في الجامع الأموي الكبير ، و الفتح الذي يأتي منه ، فالحمد لله على ذلك ونسأل الله القبول .

كيف يستطيع المرء التوفيق بين الحال العالي وعمل الدعاة وحسن اتصالهم بالعالم الخارجي ؟

ـ أسأل الله في الحقيقة أن يجعلني خيراً مما تظنون و أن يغفر لي مالا تعلمون و ألا يؤاخذني بما تقولون ، كما كان الصديق رضي الله عنه يقول .
لا أعلم أن لي حالاً عالية في صلتي بالله و لا حتى في ميزان الدعوة ، ولكن خادم للدعوة و متشبه بأهل الصدق في الدعوة و محب لأهل الله و خادم لهم قدر الاستطاعة .
أما مسألة الجمع بين الدعوة و بين ارتقاء الحال ، فالصدق في الدعوة يورث ارتقاء الحال و ارتقاء الحال يورث الصدق في الدعوة و بينهما تكامل و تلازم و ليس بينهما تضاد ، هذا الأصل ، فكل من أراد أن يخدم الدعوة إلى الله عزوجل و يجتهد في ذلك ، ثم لاحظ أن هذا الأمر لا يثمر في باطنه حالاً ، يرتقي به في صلته بالله عزوجل ، فمعنى ذلك أن هناك خلل في دعوته ، إما خلل ظاهر أو خلل باطن ، و كل من يرى نفسه متمسكاً في حال الله عزوجل ولا يجد في قلبه بعد مدة ثمرة من ثمرات هذا الحال ، حملاً لهمّ الأمة المحمدية ، أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم بالدعوة إلى الله ، فمعنى ذلك أن هناك خلل في فهمه للحال إلا باستثناءات في ذلك .

ـ

يقولون أنكم تدعون لحياة زهد رهيبة فقد تحدثتم عن التربية في المزابل من أجل أن يصل الإنسان إلى أن يعذب نفسه فيزهد فما رأيكم بهذا الكلام ؟

ـ أولاً مفهوم الزهد عند الناس في كثير من الأحيان يحتاج إلى تصحيح ، فالناس يفهمون الزهد على أنه رثاثة في الملبس و المسكن و المطعم ، فهذه تكون إن صحت النية من صاحبها تكون صورة الزهد و لكنها ليست حقيقة الزهد .

حقيقة الزهد : إعراض القلب عن الفاني و انشغال القلب بالباقي ، هذا هو الزهد .

بالنسبة لما ينشر من مسألة الدعوة إلى الأكل بالمزابل ، يعني ليس عندنا لا الوقت و لا الرغبة للخوض فيها ، و لكن الشيء الذي يمكن أن يذكر هو تردي حال المجتمعات و بعض طلبة العلم و الدعاة اليوم في العالم الإسلامي قد جعل الفهم لما كان عليه السلف الصالح من صدق مع الله في تهذيب النفس و الإعراض عن الفاني ، فهم خاطئ .

و المشكلة جاءت من ذكر قصة سيدنا أويس بن عامر القرني المرادي التابعي ، سيد التابعين ، الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و حث سيدنا عمر و سيدنا علي أن يسألاه أن يستغفر لهما ، قال : إذا لقيتماه فاسألاه أن يستغفر لكما فيغفر الله لكما .

سيدنا أويس ، جاء في عدد من الكتب مثل صفة الصفوة والمنظم للحافظ ابن الجوزي أنه كان إذا لم يجد طعاماً خرج إلى المزابل و جمع الكِسَر التي في المزبلة و نظفها و أكل حاجته ثم تصدق بالباقي على الذين اشتد فقرهم من الناس ، و مع ذلك يبكي و يقول : اللهم لا تؤاخذني على من بات جائعاً من أمة محمد .

لا شك أن هذا حال شريف من صاحبه ، يبدأ بتواضع و ينتهي إلى حمل الهم ، هم الأمة الإسلامية و الإحساس بها .

و الناس اليوم تبيت متخمة و تلقي بالطعام في المزابل و أمامهم من الفقراء من يبيت يتلوع من شدة الجوع ، و لا يستشعرون مثل هذا الأمر ، ومع ذلك يأتي من يحمل أمثال هذه القصص على محمل من الكبر والعياذ بالله ، فيقول : المزابل ؟ الأكل من المزابل ؟ فهذا حال من الكبر . كيف يكون ذلك الأمر مرفوضا او متقززا من فعله وهو تعبير عميق عن رفض اخضاع القيم للملذات المادية ليست القضية متعلقة بصورة الفعل التي هي (المزبلة) او غيرها لكن الامر متعلق بقهر الكبر ومضادة الترف الاناني الذي يجعل صاحبه يرمي الاطعمة في المزابل وفي بلده الجائع والمحتاج بل ومعنى شعور الانسان بمسؤوليته تجاه الاخر ولو كان محتاجا معوزا.. ولذا اثنى الأئمة على هذا الحال ونقلوه في منافب الأكابر مثل ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق عندما نقل ثناء يحيى بن معين على ابي معاوية الاسود بأنه يلتقط الملابس من المزابل فيغسلها ويلبسها وكذلك الحافظ ابن الجوزي في المنتظم وابن تغري البردي في النجوم الزاهرة عند ترجمة الحسن الفلاس – شيخ بشر الحافي والسري السقطي ومعروف الكرخي انه كان يأكل ويلبس مما يلقى في المزابل والحافظ الذهبي في سير اعلام النبلاء في ترجمة ابن خفيف انه يلبس من المزابل فهل كان هؤلاء الائمة قذرين؟ ام كان مؤلفوا التراجم كذلك؟

وصدق الحافظ ابن الجوزي عندما قال في كتابه صيد الخاطر:(والنوم على المزابل مع سلامة القلب من الكدر الذّ من تكأآت الملوك)

و قد جاء في سنن ابن ماجه أن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم وجد كِسرَة يايسة في طرف حجرة السيدة عائشة رضي الله عنها ، عليها تراب ، قد ألقيت ، فأخذها و نفضها صلى الله عليه و سلّم و بلّها بالماء حتّى لانت ثمّ أكلها ، قال : يا عائشة
، : يا عائشة أحسني جوار نعم الله فإنها ما نفرت عن قوم فعادت إليهم ،
وهذه مسالك تربية راقية ،وإذا كان فساد الطبع عند البعض حوّلها إلى شيء منبوذ غير مقبول ، فهذا يؤكد حاجتنا إليها إذن ، وإذا وجد من ينتمي إلى ميدان خدمة للدين أو الدعوة و يستهجن من مثل هذه المعاني فهذا يؤكد الحاجة إليها ، و الله أعلم .

ـ كيف نستطيع الموازنة بين حالة الزهد هذه وبين المجتمع المادي الذي نعيش به ؟

ـ للتصحيح : الدعوة ليست إلى صورة ، الزهد إلى حالة الزهد كما سألتِ ، حالة الزهد هي حالة قوة المجتمعات المحتاجة إليها ، و الأمراض الطاغية على مجتمعات اليوم تؤكد مثل هذا الكلام : ضياع الأسرة ، التنافس على المظاهر الدنيوية ، انتشار الأخلاق السيئة ، فقد الأمانة ، فقد حسن المعاملة ، ضياع الرحمة من قلوب الناس ....كلها تؤكد الحاجة إلى ذلك .

فلا أرى أنّ هناك صعوبة في التوفيق ، بل العكس ، كلما اشتدت ضراوة المادة التي نراها اليوم و نسمعها و نحسّها كلما كان ذلك مستدعياً للحاجة إلى مثل هذا الأمر .

و لهذا ترين أنّ غالب من يسلم في الدول التي يراها العالم أنّها متقدمة مثل : أوروبا و دول الشرق المتقدمة مثل اليابان و غيرها ، إذا أسلموا تجد إسلامهم يميل إلى الروحانيات , يميل إلى مسالك تطهير القلوب ، و هذا يؤكد أنّ المادية كلما انتشرت كلما نشأت الحاجة إلى هذا العلم .

و لهذا نحتاج إلى التوفيق بين الأمرين, و حتى التركيز على الزهديات في الرعيل الأول أيام الحسن البصري و من في طبقته و من جاء بعدهم كان من أسبابه انتشار المادية لما حصلت الفتوحات الإسلامية و أقبلت الدنيا على المسلمين و جاءت الأموال و بدأت الناس تفتن بالمال برزت الزهديات و الاعتناء بها ،و لذلك كل مجتمع تغلب فيه المادة فالناس فيه بحاجة إلى هذه المعاني .

ـ
المادية صعبة قليلاً لدرجة أن أغلب الناس تعمل من الصباح إلى المساء فكيف ندعوه لمثل هذه الأمور ؟

ـ بلا شك أنّ هذا علاج ممّا يشكو منه الناس ، صاحب ضغط الحياة و المعيشة ، و الظرف المادي و الكفاح إن وجد من يسمعه لأنّه في ذلك إن صدق و استقام و صحح نيّته و معاملته أصبح مجاهداً في سبيل الله ، و إن أمسى و هو كالاً من عمل يده فقد أمسى مغفوراً له ، فهو على باب من أبواب التقرّب إلى الله ، نازل قلبه من أنوار الرضا و الطمأنينة ، ممّا يشعره بحاجة أكبر إلى مثل هذا الخطاب.

أما من حيث الوقت ،فالوقت نعم موجود ، اليوم الناس في عملهم يقضون أوقات كثيرة في الشارع إما في السيارة أو في الباص ، فنشر مثل هذه المعاني عبر الأقراص أو الأشرطة التي يمكن أن تسمع في الطرقات ، في أثناء الإجازات ، في بيئة العمل نفسها بتركيز على الذين يشرفون على عمل الناس الكادحة التي تكدح و تتعب ، و تأكيد على إيجاد هذا المعنى في قلوب من يشرف عليهم ، سيترجم بعد ذلك معاملة ترغّب الناس بهذا الأمر .

و الإنسان على كل حال بحاجة إلى وقت يعي فيه أمر دينه ، ففي الإجازات التي تحصل من الأعمال الأسبوعية و غيرها لو رغب الناس بنصف ساعة أو ساعة ، و الحمد لله أرى هذا الأمر في سوريا موجوداً ، الناس يحرصون على حضور المجالس في المساجد ، تحرص على الاستماع على البرامج في الإذاعة و غيرها ، مثلاً برنامج الدكتور راتب النابلسي على الإذاعة ، فكل شيء يتوقّف في وقت برنامج الدكتور راتب ، فله قابلية كبيرة مع شدة انشغال الناس ، فلا نتوهّم أنّ شدة انشغال الناس تعني استحالة أو صعوبة إيصال الصوت إلى الناس .

فقط علينا أن نصدق مع الله عزوجل في حمل هذا الهمّ ، و الرحمة بالناس و التلطف بالناس عند مخاطبتهم ، و ألا نحمل الناس فوق ثقل ما يعانونه في حياتهم ، فالناس بحاجة إلى أن تفتح لهم أبواب الرجاء وحسن الظن بالله و الأمل بالله أمام ما هم فيه من كدح و تعب ، لا التشديد عليهم بالخطاب .

ـ خروج المرأة للعمل هل ينافي حالة الزهد ؟

ـ العبرة ليست في عمل الرجل و لا في عمل المرأة , العبرة في النيّة و المقصد من وراءه في مسلك الحياة ، فإن خرجت تعمل لتعين زوجها ، عملاً يتناسب معها كامرأة و تحافظ به على دينها . هي في ذلك في كفاح مع زوجها لتربية الأبناء فالمهمّ ألا يكون مفهوم الحاجة مضطرباً .

فالمشكلة عندنا الآن في مفهوم الحاجة . كان الناس في السابق مفهوم الحاجة و الضرورة و ظرف الحياة يقتصر على اللباس و الطعام و المسكن ونفقة تعليم الأبناء .

اليوم ، الكثير من الكماليّات في حياة البشر تحوّلت إلى ضروريات بسبب الوهم الذي في الذهن ، ممّا جعل الموجود لا يكفي حتّى لو كان في الأصل يمكن أن يكفي. و هنا المسألة التي لها صلة بالقناعة و الزهد و الرضا , و أن نربّي أنفسنا على كفّ و غضّ أبصارنا عن زهرة الدنيا التي في أيدي غيرنا ، و ألاتنظر المرأة و هي تلبس ثوبها النظيف الساتر لعورتها الذي فيه شيء من الحسن إلى ثوب زميلتها التي رزقها الله أكثر منها مالاً فتقارن نفسها بها وتحاول أن تلبس نفس ثوبها ، و كذلك الأولاد ينشؤون على ذلك ، و كذلك الرجل ، وكذلك الحال في الأثاث و كذلك شأن المظهر فيعنى بالرجوع الناس إلى حقيقة الزهد و رضا القلب بما جاء من الله عزوجل مع انشغاله بطلب رضوان الله فرق كبير ، المشكلة مشتركة بين الواقع الذي يعيشه الناس و بين أحوالنا ، فنقص حقيقة المعرفة بالله و الفهم عن الله فينا .

ـ وإذا تعارض عمل المرأة مع تربية الأولاد ؟

ـ لا شك تربية الأبناء مقدّم ، الجزء المتعلق بمسؤولية المرأة من تربية الأولاد مقدّم على بقية الأمور والوظائف و الأعمال وكسب الرزق جزء متعلّق بمسؤولية الرجل ، ،.

و من السوء في كلّ مجتمع أن تشعر فيه المرأة أنّها ليست لها قيمة إلا إذا عملت خارج المنزل ، و هذا المرض جاءنا من بعض الدول التي ينظر اليها بأنها المتقدّمة ، ضحكوا على النساء في بداية الأمر و قالوا لهنّ : حرية و حقوق و ارتقاء و قيمة ، ثمّ سحبت قيمة المرأة من تحت رجليها ، أصبحت المرأة التي تعتني بتربية أبنائها و القيام ببيتها كما ينبغي لا قيمة لها .

ماذا تعملين ؟ مهندسة ، ما شاء الله . و أنت ؟ طبيبة ، ماشاء الله . و أنت ؟ مبرمجة حاسوب ، ماشاء الله . وأنت ؟ ربة منزل ، ربة منزل !!!

فتشعر أنّ لا قيمة لها . فإسقاط قيمة ربة المنزل كان سبباً لتفكيك الأسرة في الغرب و ضياعها ، لأنّ المرأة التي تشعر أنّه لا يحسب لها في ضمن قيمتها كما ترى : رحلة الموت التي تصنع الإنسان بالحمل و الولادة و التنشئة ، لا يحسب ضمن احترام المجتمع للمرأة ، إذن لا حاجة لها ألا تتعب نفسها ،فصارت الفردية القاتلة هي التي تغلب على ذلكم المجتمع في كثير من أبعاده ، و هذا لا ينبغي أن ينتقل إلينا ، الآن بدأت العدوى تنتقل ، و أصبح الكثير من أفراد المجتمع ينظرون إلى المرأة العاملة على أنّها شيء ن و المرأة العاملة في بيتها على أنّها لا شيء ، هذا خطير فهل هناك صناعة أفضل من صناعة الإنسان ؟ فالرجل يصنع في الحديد و في الخشب ، المرأة تصنع الإنسان ، و الله أعلم .

-إذاً الحد الفاصل الذي ينبغي أن تقف به المرأة عن العمل ؟

ـ الإضرار في دينها و مروءتها أو تضييع لأمانة أبنائها.


إذا كان الإنسان ذو مستوى معيشي عالي فهل يتطلب منه الزهد في الأثاث والملبس أم يجعل الزهد في قلبه فقط ؟

ـ الأصل هو زهد القلب ، و الكمال في أن يجمع الإنسان بين الزهدين لأنّه كان حال رسول الله صلى الله علي و سلّم ، ثمّ يرجع الأمر بعد ذلك إلى أحوال الناس ليختلف باختلاف أحوال الناس ، فمن الناس من ييسّر الله عزوجل له الإعراض الكلي فيجمع له بين الزهد الحسّي و المعنوي و هذا حال عالي ، و من الناس من يكرمه الله عزوجل بالزهد المعنوي مع توسّط في تنعّم في أمور الحياة ، و التوسّط هو دائماً مطلوب في أغلب الأحوال .

فالبذخ الزائد و التوسّع الزائد في الغالب لا تأتي منه منفعة ، و نوادر من الذين يثبتون على زهد القلب مع التوسّع الكبير في التنعّم في أمور الدنيا القلائل .

لكن يحذر الإنسان أن يكون من غير هذين النوعين ، و النوع الثالث هو الذي يتظاهر بصورة الزهد بقلّة الطعام و الشراب و الملبس مع وجود التفات قلبيّ قويّ للدنيا ، و علامة حصول هذه المسألة شدّة نقمته على من يتوسّط في التنعّم ، أو العكس أن يكون متوسّعاً في أمور الدنيا منغمساً في ملذّاتها إلى الحد الذي يفتقد فيه قوّة القدرة على تركه ، وقت الذي أصبحت تصطدم فيه مع صدقه في المعاملة مع لله عزوجل .

فإذن المسألة لا ينبغي أن يكون لها جواب عام يطبّق على جميع الناس ، فيختلف باختلاف أحوال الناس ، و لهذا جاءت الحاجة للشيخ المرشد للتوجيه .

ـ التوسط ما مقياسه ؟

ـ التوسّط أمر عرفي ونسبي ، التوسّط بالنسبة لإنسان نشأ في أسرة فاحشة الثّراء ، التوسّط بالنسبة لهم يختلف عمّن ينشأ في أسر فقيرة الحال .

فالتوسّط هو في ذاته نسبي ، و لذلك الفقهاء كانوا يقولون : مهر المثل أو لباس المثل لما ذكر الفقهاء الزكاة لذهب المرأة الخاص باستخدامه ، قالوا : مالم يزد عن لباس المثل أي طبقتها اذا المسألة تختلف باختلاف الناس .

و نوادر من يخرقون كلّ هذه الاعتبارات مهما كان الغِناء الذي هم فيه يعيشون في أعلى مراتب الزهد الحسيّة و المعنوية أمثال سيدنا عمر بن عبد العزيز ، لكن لا يطالب كلّ الناس أن يكونوا كذلك .

ـ ما هي أولويات الدعاة في عملهم الدعوي عموماً وما هي أولويات المرأة في عملها الدعوي خصوصاً ؟

ـ أولويات الدعاة : تنمية معنى الصدق في قلوبهم والرحمة بالناس مع مراعاة حقّ الوقت في مخاطبة الناس ، و الاعتناء بالأساسيات ممّا يجب تعلّمه من الدين و إنقاذ ما يمكن إنقاذه من أحوال الناس .

أهمّ أولويات الدعاة فيما أعتقد : تحبيب الحقّ عزوجل إلى خلقه ، فالبعض يعتني فقط بمخاطبة الناس بالأعمال ، و هو أمر عظيم ومهم ، لكن أعتقد في زماننا هذا أحوج ما نكون إليه بالإضافة هو تحبيب الله عزوجل الى خلقه .

بالنسبة للمرأة الداعية إلى الله عزوجل من أهمّ أولوياتها : السعة في التخاطب مع مثيلاتها من النساء و التلطّف بهنّ و الرفق و الرحمة بهن , مع الترغيب و مراعاة المناسب للحال و ألا تجعل استقامتها في دعوتها لله عزوجل سيفاً على رقاب من لم يستقم من النساء لأنّ هذا من آفات النفوس في الدعوة إلى الله عزوجل .

و أعتقد أنّه من أعظم الأمور التي نحتاج إليها رجالاً و نساء في ميدان الدعوة : قوّة تعلّق القلب بمحبّة الحبيب صلّى الله عليه و سلّم , و ترغيب و تعليق قلوب الناس به صلّى الله عليه و آله و سلّم ، لأنّ الله قد جعله قدوةً في هذا الوجود فإذا تعلّقت قلوب الناس و أحبّت اقتدت ، ولا يوجد اقتداء أرقى من اقتداء المحب أما في حقّ ذات الداعي فالداعية إلى الله عزوجل ينبغي أن يعتني بالارتقاء بأخلاقه و تزكية نفسه و تصفية حاله ، و قطع علائق الالتفات إلى الخلق عن قلبه ، هذا المهمّ في ميدان الدعوة .

ـ فإذا وصل هذا الشعور من النشوة من امتداح الخلق إلى قلبه ؟

ـ عليه أن يتذكّر أنّ الذين مدحوه عليه هو ما ظهر لهم و ما خفي من عيوبه الأكثر والأكبر، و لولا ستر الله ما سلّم عليه أحد ، و عليه أن يتذكّر أنّ مدح الناس و ذمّ الناس لا يزيده و لا ينقصه شيئاً ولا ينفعه و لا يضرّه شيئاً ، عليه مخاطبة نفسه : لو أنّ العالم كلّه سجدوا لي و العياذ بالله ، هل سيزيدوني شيئاً عند الله و ينفعوني شيئاً بين يدي الله ؟فهذا الكلام يحتاج إلى عمل من الداعية إلى الله ، عليه أن يعمل على تهذيب نفسه على ذلك ، وقراءة سير القوم و معرفة أمراض القلوب .

-الآن صار يصنع برامج دعوية كثيرة ولا تنشر فهل تكون بذلك الدعوة مظلومة ؟

أوّلاً : ينبغي أن يتوقع كلّ من يخدم الدين أنّ الاستجابة لن تكون سريعة و لا بالقدر الذي يقدره هو ، و في هذا ارتقاء له في خدمة الدعوة لئلا يعلّق آماله في حصول الثمرة على عمله.. فليتقن العمل و ينتظر الثمرة من الله و ليس من العمل .

ثانياً : عندنا إشكالية ضعف الأخذ بالأسباب في التخطيط و دراسة الشيء قبل عمله فقد يكون لا يحسن دراسة إتقان مستوى الشيء ، و إذا أحسن إتقان الجودة و المستوى ما درس كيفية تسويق هذا الفيلم مثلاً .

هذه أصبحت اليوم علوما و أسبابا يؤخذ بها , و الإتقان قد كُلّفنا به (إنّ الله يحبّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه) الحديث . و من الإتقان حسن التخطيط مع عدم الاعتماد على التخطيط ، فهناك شيئاً

من العشوائية في الأعمال الدعوية الفنيّة و غيرها يحتاج إلى شيء من التنسيق و الدراسة .

ـ ما هي مفاتيح حل مشكلات المسلمين عموماً ؟

ـ سؤال كبير ... لا يجاب عنه في لقاء صحفي و لكن يمكن أن يوجز في نقطتين ، تحت هاتين النقطتين مجلّدات تكتب و جهود تبذل و همم تنتهض .

النقطة الأولى : العمل على إصلاح القلوب لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم لمّا وصف واقع الأمة اليوم في حديث ( يوشك أن تتداعى عليكم الأمم ) ذكر في آخر الحديث العلّة فقال : ( يلقي في قلوبكم الوهم حبّ الدنيا و كراهة الموت ) فهذان المرضان من أمراض القلب، فجعل المصطفى صلى الله عليه و سلّم الإشكالية في آخر زمن مرض قلبي و ليس غيره ، فإصلاح القلوب أولاً .

النقطة الثانية : بما أنّ السائلات من الدعاة ومن المشتغلات بالدعوة إلى الله في مجال النشر و إطار من هذا النوع ، إصلاح طريقة الخطاب الإسلامي وهذا يتطلب عملا كثيرا .

صلاح الدعاة و العلماء في أنفسهم و في صلاتهم لبعضهم البعض ، في صلتهم بمجتمعاتهم المحيطة عليه معوّل كبير في صلاح الأمة .

جاء في حديث ضعيف تصلح روايته في مثل هذا المعرض : ( صنفان من الناس ,إذا صلحا صلح الناس ، و إذا فسدا فسد الناس : العلماء و الأمراء . )

الأول : صلاح القلوب ، الثاني : صلاح بيت الخطاب الإسلامي .

ـ هل الطريق إلى الله صعب أم طويل ؟

ـ الطريق إلى الله يسير قريب إذا صحّت الوجهة إليه و صدقت النية و حصل الإلحاح على الله ، و صعب ممكن تجاوزه و طويل يمكن طيّه ، و أمراض أنفسنا هي التي تصعبه و تطيله ، أمّا هو في ذاته { و إذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب }

و كما ذكر سيدنا الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي البارحة في الدرس عندما شرّفنا و أكرمنا بحضور درس أيّها المريد في الأموي ، ذكر عبارة للإمام الكبير أحمد الرفاعي رحمه الله : الطريق إلى الله خطوتان : الأولى : أن تضع قدمك على عنقك ، و الثانية : تصل بها إلى الله ، فهذا معناه عميق .

ـ نحن كفتيات نعلم شجون الفتيات كيف نستطيع بالحكمة والموعظة الحسنة تحصين الفتاة المسلمة من دعوة الحب والعشق والغرام ؟

ـ بارك الله فيك وفتح عليك ... أن تعلقيها بحقيقة الحب و العشق و الغرام ، الحب و العشق و الغرام شيء راقي ، و ما جعله الله أخاذا للقلوب إلا ليأخذ القلوب إليه .

فإذا شغلت الفتيات المسلمات من حولك و من يعمل في ميدان الدعوة معهنّ بحقيقة الحبّ و الغرام و العشق و صرفها إلى الله و رسوله ، لرأيت كيف تفعل فيهن فعل أعظم مثل فعل السحر و أرقى و أقوى و أكبر في حملهنّ إلى الله عزوجل .

فلا ينبغي أن تكون دعوتنا و مخاطبتنا لهنّ برفض أصل الشيء الذي أصله حسن ، حتّى نعالج الانحراف الذي حصل للشيء عن أصله و نؤكد صحة الأصل و نعالج الانحراف ، هذه واحدة .

ثانياً :الفتيات بحاجة إلى رحمة و إشفاق كبير و حنان من أخواتهنّ الملتزمات .

كلّما أشعرتها بحقيقة المحبة الصادقة لها والرحمة بها و إرادة الخير لها و الحرص عليها ، وخفّفت من الملاحقة الشديدة و التضييق عليها و ألا تحمليها على السير بنفس الهمّة التي أنت عليها فتراعي همتها : سيروا بسير ضعفائكم سترين من ذلك فتحاً كبيراً.

فالفتاة ، العاطفة مؤثرة فيها ، فإذا صرفت العاطفة و الوجهة القلبية إلى الأعلى رفعتها إلى الأعلى .

ـ نحن إذا بلغنا ما وصلوا إليه في العراق من فتن طائفية فأين نقف ؟

ـ دعوها فإنها منتنة ، إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل و المقتول في النار . الذي نسمعه يحتاج إلى شيء كثير من التثبّت ، فإنّ الذي يمارس من قبل متطرّفي الشيعة يمارس من قبل متطرّفي المنتسبين إلى السنّة، مثل التفجيرات في كربلاء و غيرها و ردّة الفعل أو الاعتداءات التي تصدر عن متطرّفي الشيعة .

وفي الحقيقة ليست المشكلة مشكلة سنّة و شيعة ، هذا أمر مهمّ جدّا لطلبة العلم فليركّزوا عليه و ينبّهوا الناس إليه ، لا توجد مشكلة طائفية حقيقية فيما يحصل من قتل و إراقة دماء ولكن هناك اعتبارات سياسية أقحمت الطائفية على هذا الأمر .

فهي سياسات ، المقصود منها : تصعيد النعرة التي إذا تصعّدت حصلت الفتن . لمّا صاحوا يا للمهاجرين و ياللأنصار ، أو صاحوا يا للأوس و ياللخزرج ، قال رسول الله : دعوها فإنّها منتنة ، لم يعد يقبل مناقشة من الذي أخطأ في البداية ؟ من الذي أساء ؟

فموقفنا أن لا نقبل أن يكون ديننا لعبة في أيدي السياسيين و ما يريدونه .

الشيعة أكثر من سبعمائة سنة ـ ثمانمائة سنة في العراق يعايشون السنة و ما حصل شيء من ذلك ، لماذا ؟

في عصور مختلفة ما حصلت مثل هذه المعارك ، فلماذا الآن حصلت بعد مئات السنين ؟

الشيعة و السنّة متصاهرون و متقاربون ، تجدون في قبيلة الكبيسي وقبائل شمر على سبيل المثال فخيذة سنية وفخيدة شيعية فكيف تحوّل هذا إلى صراع ؟

النعرة التي تثار من خلال السياسة .

هؤلاء يأتون بأفكار ثورية معينة باسم التشيّع و هؤلاء يأتون بأفكار تكفيرية باسم السنّة .

و التكفيريون و الثوريون باسم السنّة و باسم الشيعة هم أصحاب المشكلة , فلا ينبغي أن نقبل هذا .

و أنا قلق لما أسمعه في لبنان من ارتفاع هذه النبرة ، هذا خطير ، لا توجد مشكلة سنية شيعية في لبنان ، لا توجد مشكلة سنّية شيعية في العراق ، كذلك في سوريا ، لا توجد مشكلة سنّية شيعية في باكستان ، هي مجموعة متطرّفين من الطرفين وجدوا من يدفع بهم من الساسة ليستثمروا ذلك .

المحتل في البداية كان متورّطاً في العراق أمام المقاومة , لكن لمّا نجحوا في تأجيج هذه الفتنة بين السنّة و الشيعة و تحرّك المتطرّفون من الطرفين تنفس المحتل الصعداء , فلننتبه .

ـ هل تعتقد أن هذا زمان المهدي المنتظر ؟

ـ لا شك أنّنا نؤمن بسيدنا المهدي المنتظر عليه السلام ، جعلنا الله من جنوده إن كنّا في وإن لم يكتب الله لنا إدراكه أن يجعلنا من الممهّدين له .

و لكن القضية أكبر من قضية هل هو زمان المهدي أو ليس بزمان المهدي ، الزمان زمانك أنت ليس بزمان المهدي ، و أنت مكلّفة بالعمل لله و ليس لسيدنا المهدي ، فإن أكرمك الله و المعنى المقصود من المهدي و كنت تعملين لله فتكونين من جنده ،و إن أدركت عصر المهدي و ما كنت تعيشين معنى العمل لله لن تكوني من جنده ، فالقضية قضية أن نعمل لربّ المهدي و ليس للمهدي .

كان شيخنا الحبيب عمر قد سمع كثرة كلام من بعض الطلاب حول المهدي ، و لمّا أكثروا من الكلام جمعهم فقال لهم : لو قلت لكم إن المهدي سيخرج خلال شهر أو شهرين ، فضجّ الطلبة ، قال لهم : على رسلكم ، ماذا ستفعلون ؟ قالوا : نستعدّ و نتجهّز ونتدرب على السلاح ، قال لهم : كيف ؟ قالوا : نتدرّب على السلاح ، قال : هذا سهل ، لكن جاء في الروايات التي تخبر عن المهدي في آخر الزمان : أنّ جنود المهدي بالتكبير يهدمون الأسوار ، أي لهم أحوال مع الله ، إذا ذكروا الله تحرّكت لهم الجمادات . و أمسك منديل و قال : إن كبّرنا جميعاً ما حرّكنا هذا المنديل .

قضية المهدي ليست قضية توقيت و لا أين يوجد ؟ القضية كما قلت لكم أكبر من قضية هل هو زمان المهدي أم لا ؟ هذا الزمان زمانك أنت و حالك مع الله حالك أنت ، و هكذا .

ـ حاولنا كثيراً أن نرى رسول الله في المنام وما نجحنا فماذا نفعل ؟

ـ أربع خطوات : الإكثار من الصلاة عليه ،التعلق بحضرته ، التعظيم لسنّته ، الخدمة لأمته .

- بارك الله فيكنّ و جزاكنَّ الله خيراً .

 

التعليقات

تصويب
2011-01-22
الحديث الذي ذكره الشيخ الجفري: ((صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس ... الأمراء والعلماء)). قال الجفري أثناء اللقاء: (حديث ضعيف). قلت: بل هو حديث موضوع مكذوب. وضعه محمد بن زياد. فوجب التنبيه.
زينب

أضف تعليق

عنوان التعليق

الاسم

البريد الالكتروني

نص التعليق

كود التحقق

شروط نشر التعليقات

  • الالتزام بالآداب العامة المتعارف عليها والابتعاد عن أي مفردات غير مناسبة.

  • سيتم حذف أي تعليق لايتعلق بالموضوع .

  • سيتم حذف أي تعليق غير مكتوب باللغة العربية أو الإنجليزية.

  • من حق إدارة الموقع حذف أو عدم نشر أي تعليق لا يلتزم بالشروط أعلاه.

عودة إلى قائمة المقالات

حاشية ابن عابدين
قائمة الكتب
قائمة المخطوطات
واحة الفكر والثقافة
وجهة نظر
سؤال وجواب
أحسن القول
اخترنا لكم
أخبار الدار
كلمة الشهر

كن شامخاً في تواضعك, ومتواضعا في شموخك, فتلك واحدة من صفات العظماء.

The happiest people are not those who have no problems, but those who learn to live with things that are less than perfect.


 
النتائج  |  تصويتات اخرى

 









اشتراك

إلغاء الاشتراك

 
-
 
 


1445 - 1429 © موقع دار الثقافة والتراث ، جميع الحقوق محفوظة
Powered by Magellan