أشــباه البشــر ..... مروا من دمشق
ها هي دمشق تستيقظ يوم السبت 27/09/2008 على دوي انفجار هز أبنيتها،
شخص ما يشبه البشر قاد سيارة...
سيارة فخخها بنفسه وربما ساعده من يشبهونه...
"شبيه بشر" ربما قيل له أن ما يفعله يسمى جهاداً...
وهو بمثابة تذكرة سفر إلى الجنة...
"شبيه بشر" قرّرَ أو قُرِرَ له، أن يحمل المتفجرات وأن يضعها في سيارة وأن يقود السيارة إلى ما اعتبره هدفاً، ومن ثم يطلق متفجراته...
معايداً سبعة عشرة نفساً ما ارتكبت جرماً إلا أنها كانت بجانب ما قيل له بأنه "هدف"...
سبعة عشرة سورياً قضوا... لأن "شبيه بشر" قرر ذلك...
لأنه قرر أن يضغط على صاعق التفجير...
هكذا ببساطة... فالجنة تستحق الضغط على الصاعق...
أما هؤلاء الشهداء... هؤلاء (القتلى)... فهم سينالون النصيب الأفضل... هم عند ربهم يرزقون...
فيا له من نصيب... ربما سيحسدهم عليه "أشباه البشر" الذين احترفوا الضغط على الصاعق...
هكذا بكل بساطة، ضغط على الصاعق...
تلك السيدة التي فقدت وحيدها وزوجها... هي لا تعلم أنهم نالوا النصيب الأفضل...
لأن "شبيه البشر" قرر ما هو النصيب الأفضل...
"شبيه البشر" قرر أنهم يجب أن يرحلوا... إلى النصيب الأفضل...
فهو ضغط على الصاعق... هكذا بكل بساطة...
"شبيه البشر" يعلم أكثر مما نعلم... ما هو الأفضل...
"شبيه البشر" لا يلتفت إلى صغائر الأمور... كأم مفجوعة.. أو صبية ترملت...
"شبيه البشر" يعتبر هذه الصغائر مجرد سخافات... أمام بطاقة السفر إلى الجنة...
فهذه البطاقة مكلفة... وهو قرر أن يدفع ثمنها... وهناك من أخبره أن ثمنها أمهات ثكلى... وزوجات مفجوعات بأزواجهن...
هناك من أخبره بأن بطاقة السفر إلى الجنة... تستحق الضغط على الصاعق...
وهكذا وبكل بساطة... ضغط على الصاعق...
لما لا... طالما أن لكل شيء ثمنه...
فهو لم يفعل شيء... هو فقط قرر أن يدفع الثمن...
بطاقة إلى الجنة من فضلك...
حسناً... اضغط هنا...
فليكن...
يا "شبيه البشر"
ماذا قالوا لك؟...
ماذا لقنوك؟...
بماذا كنت تفكر عندما كنت تحمل المتفجرات إلى سيارتك؟!!...
بماذا كنت تفكر وأنت تقود سيارتك؟!!...
بماذا غسلوا دماغك؟!!... لتصبح "شبيه بشر"؟!!
بأية مادة حقد حقنوك لتضغط على الصاعق؟!!...
من أية بيئة أتيت؟!!... هل كان لك أبوان؟!!..
أم أن "أشباه البشر" يولدون مرتين، مرة من أهلهم ومرة عندما تغسل عقولهم بمساحيق التوحش.
هل لديك أولاد؟!!!...
هل سمعت يوماً عن حالة تسمى "الإنسانية"؟!!...
أم أن هذه الحالة بالنسبة لك هي كمرض خطير يجب التخلص منه...
هل هناك من أقنعك بأنك الآن شفيت من ذلك المرض الذي يدعى "الإنسانية"؟!!
وأنك أصبحت تتبوأ مراتب البطولة في ما هو عكس "الإنسانية"!!...
أم أنك تعتقد أن ما قمت به هو الإنسانية بذاتها وكيانها؟!!...
فلا بأس (برأيك) ببعض الضحايا... فهم نالوا النصيب الأفضل... الذي أردته لنفسك...
يا لك من محب... فقد أعطيتهم ما اشتهيته لنفسك...
يا لك من مضحِ...
هل انتصرت الآن؟!!... وعلى من انتصرت؟!!...
ماذا ستقول عنك عائلتك وأهلك وأولادك عندما يعلمون بما فعلت؟!!...
أم انك غير مهتم برأيهم وتفضل عنهم رأي من حقنك بمواد الحقد...
فأنت بالأساس فضلت جرعات تلك المواد على أهلك وناسك...
مواد ممزوجة بحفنة من الدولارات... العابقة برائحة النفط... والممهورة بنجمة سداسية....
أسئلة بلا أجوبة...
"فأشباه البشر" لا يتقنون إلا فن الضغط على الصاعق...
هكذا وبكل بساطة...
أما فنون الحوار والأسئلة والأجوبة والحجة وقبول الآخر والتعايش ورقي الفرد وحضارة الإنسان...
فهي كلمات من غير معجمهم...
ربما هي من معجم الشياطين...
و"أشباه البشر" محصنين وممهورين كدولاراتهم ضد كلمات الشياطين...
الأبجدية الجديدة
مالك الحداد
عودة إلى أرشيف كلمة الشهر |