واحة الفكر
والثقافة
>>
مقالات فكرية :
أظهر المسيح الدجال 2 ؟؟؟!!!
والدين هو الذي يقيم الضمير والضمير بدوره يختار للطاقة الذرية وظيفةً بنّاءة..ولا يلقي بها دمارا وموتا على الأبرياء والدين هو الذي يدلنا على أن كل العلوم وسائل وليست غايات
كما أن التقدم المادي وسيلة والمادة ذاتها هي أيضا مخلوقة مثلنا ,وأنها لا تستطيع أن تمنح الإنسان ما يريد وأن من طبيعتها التحلل والفساد والتبدل والتغيير شأنها شأن كل شيء على الأرض وأنها لا تصلح سندا ولا تشكل قوة حقيقية ومع ذلك فإن الدين لا يرفض التقدم المادي ولكنه يضعه في مكانه كوسيلة لا غاية ,ولا يرفض العلم بل يأمر به و يحض عليه ويضعه في مكانه كوسيلة للمعرفة ورفض العلم و رفض الأخذ بالوسائل المادية المتقدمة خطيئة مثل خطيئة عبادة هذه الوسائل والخضوع لها وهو أحد أساب التأخر في بلادنا
وأنت تجد في الشرق أحد اثنين..تجد من يرفض العلم اكتفاء بالدين والقرآن..وتجد من يرفض الدين اكتفاء وعبادة للعلم المادي والوسائل المادية..وكلا الاثنين سبب من أسباب النكبة الحضارية في المنطقة وكلاهما لم يفهم المعنى الحقيقي للدين ولا المعنى الحقيقي للعلم
و الدين والإسلام خاصة يعتبر العلم فريضة وإن علينا أن نطلب العلم ولو في الصين..وأول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي ( إقرأ) والإسلام دين عقل يخاطب أتباعه بالمنهج العقلي فالعلم والتقدم العلمي المادي له مكانه عظيمة في ديننا ولكن هو دائما وسيلة لا غاية وهذا هو وضع الشيء في مكانه الصحيح
فالمادة لا تمنح النفس أمنا و لا سكينة وإنما هي سبيل إلى الترف والرفاهية ويبقى معها القلق والخراب الروحي,ولا تنزل السكينة إلا على القلب ولا تعمر الروح بالطمأنينة إلا بالاعتقاد الكامل بأن هناك إلها خلق الكون وأنه عادل كامل ..وقد هيأ للكون قوانين تحفظه وقدر فيه كل شيء لحكمة وسبب .
هذا اليقين الديني هو وحده يرد الإنسان اعتباره وكرامته وبهذا اليقين يجابه أعظم الأخطار ويقهرها,وبهذا الإيمان يسترد هويته والذي جرّب هذا الشعور يعلم أنه حاله من الاستنارة الداخلية وأنه ليس افتعالا واستجلابا مزيفا للأمان فالدين لا يرفض الحياة ولا يرفض العقل,والإسلام بالذات ينطلق من مبدأ حب الحياة والحرص عليها ورعايتها ويحض على احترام العقل وعلى طلب العلم ويقدم شريعة عصرية توحد بين الروح والجسد في التئام فريد ..
لا الروح تطغى على الجسد ولا الجسد يطغى على الروح ومعيار التقوى عنده ليس الانقطاع للعبادة والعزلة والرهبانية..وإنما معيار العمل..
تسبيح الروح لابد أن يقترن بعمل اليدين وسعي القدمين من أجل خير المجتمع ونفعه.
_ والصلاة لا يكفي فيها خشوع النفس وإنما لا أن يعبر الجسد عن الخشوع هو الآخر وفي ذات الوقت بالركوع والسجود,والصلاة الإسلامية هي رمز لهذه الوحدة التي لا تتجزأ بين الروح والجسد فالروح تخشع واللسان يسبح والجسد يركع.
_ والطَواف حول الكعبة رمز آخر لدوران الأعمال حول القطب الواحد واستهدف الحركات والأفكار لهدف و احد هو الخالق الذي خلق حيث لا موجود بحق إلا هو, وحيث كل شيء منه وإليه..والطّواف هو التعبير الجسماني والنفساني والروحاني لهذا التوحيد,وبهذا يعيد الإسلام إلى الإنسان التئامه روحا وجسدا ويعيد إليه السكينة فينتهي ذلك الصراع الأزلي بين الشهوة والعقل ويولد منهما شيء جديد هو الشهوة العاملة البصيرة التي يتوحد فيها النقيضان.
وبوصول الإنسان إلى وحدته مع نفسه يصل إلى وحدته مع ربه .
_ جوابا على الذين يسألون في حيرة:لماذا خلقنا الله ؟ لماذا أوجدنا في هذه الدنيا؟ ما حكمة هذا العذاب الذي نعانيه؟
يجيب القرآن بمجمع آياته..إن الله أنزل الإنسان إلى الدنيا ليتعرف على مجهولاتها ثم يتعرف على نفسه,ومن خلال إدراكه لنفسه يدرك ربه..و يدرك مقام هذا الرب الجليل فيعبده ويحبه وبذلك يصبح أهلا لمحبته وعطائه ولهذا خلقنا الله..لهذا الهدف النهائي..ليحبنا ويعطينا..وهو يعذبنا ليوقظنا من غفلتنا فنصبح أهلا لمحبته وعطائه.
بالحبّ خلق..وللحبّ خلق.. وللحبّ يعذب.تبارك وتعالى في سماواته,الذي خلقنا باسمه الرّحمن الرّحيم.
والحمد لله رب العالمين
أخوكم عبد الطيف
|