واحة الفكر
والثقافة
>>
دراسات قرآنية :
تابع التربية الروحية في الإسلام:
الدعاء مخُّ العبادة
قال الله تعالى:(وقال ربُّكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) "غافر آية 60".
يحلو الدعاء في لحظات التَّجلي, حين يُغمر القلب بنور الخالق عزَّ وجل, ويتفجَّر بالمحبة والعشق, و تتولد فيه الرغبة للُّجوء إلى المبدع العظيم, فيضع المؤمن أمانيه ورغباته وأحلامه بين يدي ربٍّ كريم عطوف رحيم.
وقد ندب الله تعالى عباده دعائه وتكفَّل لهم بالإجابة فضلاً منه وكرماً, ومن أعرض عن دعاء ربه فهو مستكبر متعال, مآله إلى جهنم صاغراً ذليلاً فيها.
وتزداد إيجابية القرآن الكريم وضوحا ً كلما تكررت الآيات الكريمة التي تشجع الإنسان و تحثّه على التوجه المستمر إلى الله عز وجل بالدعاء طلبا لقضاء حاجاته مهما عظم شأنها أو صغر .
وقد حثَّ الله تبارك و تعالى عباده على الدعاء, ووعدهم بالإجابة فضلا ً منه و كرماً.روى النعمان بن بشير رضي الله عنه قال :سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :(الدعاء هو العبادة ,ثم قرأ ( وقال ربُّكم ادعوني أستجب لكم...) رواه البخاري و مسلم و الطبراني و أحمد و الترمذي .
وقال أنس رضي الله عنه : قال النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتمُّ التسليم : (ليسأل أحدكم ربَّه حاجته كلَّها) أخرجه الترمذي وابن حبان.
وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لا ينفع حذر من قدر , ولكن الدعاء ينفع مما نزل ومما لا ينزل , فعليكم بالدعاء ) أخرجه أحمد وأبو يعلى والطبراني.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:(الدعاء مخُّ العبادة )رواه الترمذي .
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله يحبُّ الملحِّين بالدعاء )رواه الطبراني وأبو الشيخ القضاعي عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً.
وأخرج ابن المنذر عن أنس بن مالك رضي الله عنه في قوله تعالى (ادعوني أستجب لكم...)قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم :(قال ربُّكم : عبدي إنك ما دعوتني ورجوتني فإني سأغفر لك على ما كان فيك , ولو لقيتني بقراب الأرض خطايا لقيتك بقرابها مغفرة ,ولو أخطأت حتى تبلغ خطاياك عنان السماء ثمَّ استغفرتني غفرت لك ولا أبالي) وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : (أفضل العبادة الدعاء) ثم قرأ الآية.
والتوجُّه للدعاء توفيق من الله عزًّ وجل, كان عمر رضي الله عنه يقول:(أنا إن مُنعت الدعاء أشدُّ عليَّ إن منعت الإجابة, فإذا ألهمت الدعاء كانت الاستجابة معه).
ولكن بعض الناس يعتدُّن بأنفسهم ,مما يصرفهم عن اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء ,فيتوهمون أنه ليسوا في حاجة إلى أية مساعدة إلهيَّة ,وأنهم بقوتهم وإمكاناتهم يستطيعون تحقيق ما يشاؤون ,فيحرمون أنفسهم من فيض حضرة الله تعالى الواسع ,ويجعلون بينهم وبينه حجاباً ,ولذلك فقد حقَّ عليهم مقت الله تعالى والذلَّ والهوان سواء في الدنيا أم بالآخرة ,أو فيهما معاً ,ذلك أنهم نسوا أن ما بأيديهم من قوة ومال وصحة وعقل ,إنما هي في الأصل عطاءات من حضرة الله تفضَّل بها عليهم ,فاستعلوا استكباراً ,ونسوا أن الله جلَّ وعلا يمهل ولا يهمل ,فإذا أخذ الظالم لا يفلته.
والحمد لله ربِّ العالمين
صبحي غازي آق بيق/ أبو غانم |