وجهة نظر
>>
خواطر شبابية :
مشكلتي مع الأصدقاء
لا أدري إذا كانت المشكلة قديمة حديثة لأني كنت أظن المشكلة في هذا العصر الحديث الذي لا يؤمن أهله إلا بالمادة مبتعدين عن معاني الوفاء والحب والإخلاص والإيثار ولكن وجدت أن الشعراء والأدباء تحدثوا قديما عن هذه المعاني وملؤا دواوين العرب وصحائفهم بالتحدث عن هذه المشكلة حتى ضربوا في ذلك الأمثال وقالوا (المستحيلات ثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفي) وكتبوا في ذلك كتبا تدل على ألم متجذر في القلوب حتى اسرفوا في عناوينها وقد وقعت يدي على كتاب عنوانه:( تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب) وقد ملئ هذا الكتاب بالأشعار والأمثال والقصص التي تدل على خيانة الأصدقاء .
هذا ما سلى نفسي المتألمة المتشوقة لعالم يخلو عن الصغينة والبغضاء يأنس الإنسان فيه إلى أصدقائه وهو مطمئن أن سره لن يفشى وقلبه لن يدمى وظهره لن يطعن أصبح الإنسان لا يثق حتى في أقرب الناس إليه مع أنه محتاج في كثير من الأحيان لقلب دافئ مخلص صادق في نصحه يؤتمن على الأسرار وإلا سيجد هذه الدنيا ضيقة مع رحابتها الواسعة.
ومن هنا نجد أن أهل الحكمة قالوا: ( لا تستغرب وقوع الأكدار ما دمت في هذه الدار) وقد قالوا أيضا من علامة الإفلاس الإستئناس بالناس وقد وصلوا إلى هذه النتيجة بعد عناء ومكابدة جعلتهم يؤكدون على البعد عن الناس إلا للضرورة حتى كتب بعضهم كتابا سماه تكميل النعوت في لزوم البيوت.
شكرا لكم أصدقائي فقد علمتوني أن الناس أكثرهم أعداء ومخالبهم قاتلة وجارحة من يحسن إليهم يسيؤن إليه دونما أسباب تذكر الأكثر متسلق يحب أن يبني مجده على ظهور الآخرين شكرا لكم فقد علمتوني أنه لا يوجد عطاء دون مقابل ولا إحسان دون مصالح ولعلنا نجتمع معكم في دار يقول الله فيها ونزعنا ما في قلوبهم من غل إخوانا على سرر متقابلين.
عبد الله المظلوم . |