وجهة نظر
>>
خواطر شبابية :
بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل الأول
ذكر الله تعالى وحسن الصلة به
الشواهد القرآنية:
أولاً:قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيرا، وسبحوه بكرةً وأصيلا، هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً، تحيتهم يوم يلقونه سلام وأعد لهم أجراً كريماً} الأحزاب: ٤١ - ٤٤
ثانياً: قال الله تعالى: { الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب} الرعد: ٢٨
ثالثاً: قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطاناً فهو له قرين} الزخرف: ٣٦
رابعاً: قال تعالى {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون} الأنفال: ٢
خامساً: قال تعالى {واذكر ربك في نفسك تضرعاً وخيفةً ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين، إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون} الأعراف: ٢٠٥ - ٢٠٦
سادساً: قال تعالى: {ولقد ذرأنا لجهنم كثيراً من الجن والإنس لهم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون} الأعراف: ١٧٩
سابعاً: قال تعالى {واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا، ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا} الإنسان: ٢٥ - ٢٦
ثامناً: قال تعالى {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} المائدة: ٩١
تاسعاً: قال تعالى {أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين، الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثلم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد} الزمر: ٢٢ - ٢٣
عاشراً: قال تعالى {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قولبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالدين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون، اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون} الحديد: ١٦ - ١٧
حادي عشر: قال تعالى {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون} البقرة: ٧٤
ثاني عشر: قال تعالى {فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً} النساء: ١٠٣
إن ذكر الله تعالى هو قوام الحياة الروحية، وهو النصر الفعال الذي يتفاعل داخل كيان الذكر، ويتحد مع ذرات القلب ليتحول إلى طاقة نورانية ربانية، تولد في روح المؤمن القوة والنشاط، وتدفعه للقيام بالمزيد من الطاعات والعبادات والعمل المنتج، وهو عطاء مستمر لا ينقطع، ومن ثمراته خروج المؤمن من الظلمات النفسية والمادية إلى رحاب الحق والحكمة والعمل الصالح، وهذا من رحمة الله بعباده وهو أرحم الراحمين.
ورد في قول أحد العلماء العارفين:
قلوب إذا منه خلت فنفوس
|
|
لأحرف وسواس اللعين طروس
|
وإن ملئت منه ومن نور ذكره
|
|
فتلك بدور أشرقت وشموس
|
إن نور الله تعالى يحصِّن قلب المؤمن ويضرب حوله سوراً منيعاً يصعب على الشطيان أن يخترقه، ولا يزال هذا السور قائماً ما استقام الذاكر على ذكر الله تعالى.
أما من غفل عن الله وقطع اتصاله به، فهو أعزل أجرد لا حول ولا قوة، تغزوه نزعات الشيطان من شتى الاتجاهات.
إن بذرة النور الإلهي مزروعة ساحة القلب الإنساني، وهي الفطرة التي أودعها الله تعالى في قلوب خلائقه، وهذه الساحة تُشعُّ وتضيء، وتنبض بالحياة الإيمانية كلما مستها النفحات الإلهية، وتبقى هكذا مضيئة مشرقة طالما بقي لها هذا الاتصال مع حضرة الله بكثرة ذكره عز وجل فلا تكتنفها ظلمة أو غفلة.
وهكذا تصح ساحة القلب مهبطاً للعلوم الربانية، وملتقى للأنوار الإلهية، وبهذا يطمئن القلب ويخشع، وينقاد لأوامر الله تعالى بك محبة ورغبة.
ومن فيضان الخشوع تتحرك أمواج الذكر والخشية ـ التي هي خوف ممزوج بالحب ـ في سائر أعمالنا الخاصة والعامة، كانعكاسات إيمانية طيبة لجمال هذا الذكر وصفاته.
* هدية كتاب آيات قرآنية للتعليق الأجمل .
مقتطفات من كتاب "آيات قرآنية"
إعداد غازي صبحي آق بيق
أبو غانم |